رواية مكتمله بقلم مروه البطراوي
تنامي في مكان غير هنا...لذلك غدا سيعود الزين من جديد.
تململت خلود في نومها وفزعت بحصاره المتجدد لها...فنهضت وعزمت امرها ان تبيت هذه الليله بغرفته فهي غير قادرة علي استيعاب ما يحدث حولها...كانت تشعر بالتعب نظرا لنومها المتقطع طول الليل فاتجهت الي حمام الجناح بطريقه تلقائيه متناسيه امر الغرفه التي تتحمم بها وترتدي بها ملابسها ...هبطت في البانيو وتحممت وانسجمت مع المياه ...
امر الهوت شورت الاصفر عندما قال عنه زين صفار البيض ضحكت ضحكه رنانه وقالت
انا هلبس الفستان الكنارى ...لازم اجهز بسرعه ...النهارده نتيجه المناقصه ..كان نفسي احكيلك الفستان ده فكرني بايه.
ارتدت الفستان وذهبت اليه وجلست واعطته ظهرها وقالت
عارف نفسي في ايه دلوقتي...نفسي انت اللي تقفلي السوسته.
حاولت خلود غلق السحاب وتعلق بشعرها المبتل ...رفع زين اطراف اصابعه لكي يزيح شعرها واتم غلق السحاب معها لكي يلعب باعصابها ...انتفضت خلود من مكانها ونظرت اليه نظرة مطوله كيف احست باطراف انامله علي ظهرها...ود زين ان يبتسم علي چنونها فقال في نفسه
تحسست خلود الفستان من الخلف وقالت بشرود
ازاي ده ...انا حسيت بصوابعه علي ضهرى ...معقول دي كمان تهيؤات.
كان يود يفتح عينه ليقول لها
لا مش تهيؤات ده واقع ملموس.
احتارت خلود في ذلك الامر وقالت
هو انا ممكن اكون اټجننت
زين قال في نفسه
كان نفسي اجننك اكتر واكتر بس انتي اختارت البعد ...وانا اختارت الافاقه عشان أبدأ أربيكي تاني يا خلود.
انا اللي عملت في نفسي كده ..كان لازم اسمع كلام خليفه لما قالي ابعد واروح اوضه تانيه.
رد زين بصوت يسمعه هو فقط
اه خليفه ...لما افوق له هو كمان ...الباشا مسافر وسايبك رامحه في الشركه ...السؤال هنا انتي ډخلتي الشركه ازاي ...اه لو موبايلي معايا.
تركته خلود ووقفت امام مراءة الزينه لتصفف شعرها ورفعته لفوق وعصكته جيدا لانها تعلم ان زين لا يحب مفرودا ...حتي لو كان في غيبوبه سوف تلتزم بما يحبه ...ذهبت باتجاه الباب والتفتت اليه قائله
بعد خروجها زفر زين حانقا لما تلبسه ولما تفعله لرغبتها في عدم النوم بجواره و لدخلوها الشركه وباي صفه وقال
ماشي يا خلود اما وريتك ...الظاهر انتي عامله باسمك اوى يا خلود عايزة تبقي مخلده في حياتي باي تمن ..
ذهبت خلود للشركه ووجدت بها حازم وكان يتصارع مع اسر...سمعت حازم يتساءل عنها قائلا
رد عليه اسر بخبث قائلا
في الفيلا ...جمب جوزها وحبيبها زين...عايزاها في ايه وانا ابلغها
هنا قاطعهم السيد باهر وقال
اتفضل يا حازم بيه خلود علي وصول.
دخل حازم الغرفه مع باهر وتبعهم اسر فهو يريد اشعال الڼار في الشركه قبل افاقه زين...توجهت خلود الي باب الحجرة لتستمع ما يدور بينهم حتي يكون ظهورها غير عاديا سمعت حازم يقول لوالدها
عامل ايه يا باهر ..مبسوط بعد ماسيبتك ...ولا المدير الجديد مصعبها عليك.
توتر باهر ونظر الي اسر الذي كان يرفع له حاجبه بغل فقال
نحمده ونشكر فضله يا حازم بيه ...احنا كلنا خدامين زين باشا ...وعايشين في كرمه.
وهنا زمجر اسر من الڠضب وقال بسرعه
خدامين...اتكلم عن نفسك انت وبنتك ...انا مش خدام عند حد ...انا صديق زين المقرب ...لولا ان عامل حساب لرقدته ...كنت رميتك انت واللي ذيك برا الشركه.
هنا صفعت خلود الباب برجليها لتفتحه في ڠضب قائله
لحد هناك وكفايه يا اسر ...مش معني انك صديق زين هسمحلك تهيني وتهين والدي ...انا معايا توكيل يخليك انت برا مش بابا يا اسر.
اخفض اسر راسه فقد تكلم كلام خاطئ في وقت خاطئ واعتذر منها قائلا
اسف ...بس والدك اللي قال للحشرة اللي ادامه اننا خدامين. ..عن اذنك.
خرج اسر وصفع الباب خلفه فنظرت خلود لحازم بغل وحقد وقالت
خير ...حضرتك جاي من غير ميعاد ليه ...مش المفروض تستاذن قبل ما تيجي.
اندهش حازم من تغير خلود فلم تعد
القطه الصغيرة اصبحت مثل زوجها ذئب بشرى رد عليها وقال
نتيجه الصفقه ظهرت ...مبروك ...قلت اجي ابلغك بنفسي واجيبلك الاوراق عشان تمضي عليها.
لم تفرح خلود لنجاح الصفقه بسبب توتر اعصابها ...اخذت منه الاوراق وقالت بتعب
ياريت يا حازم يكون ده اخر تعامل ما بينا...سلملي علي شهيرة...وبلغها ان الحفله عندي المرة دي في الفيلا بعد ما زين يقوم بالسلامه.
اخذ حازم يلملم الاوراق ليذهب ولكن استوقفته خلود قائله
حازم...ياريت متبقاش تحضر الحفله ...انت عارف الموضوع القديم حساس بالنسبه لزين.
واكملت ببرود
حازم ...ياريت زين ميعرفش انك كنت بتجيلنا المكتب ...انا مبلغه شهيرة بالموضوع ده.
خرج حازم من مكتب خلود...واحست خلود بالتعب وجلست واسندت راسها علي حافه المكتب فقلق عليها والدها وقال
مالك يا خلود...انتي تعبانه
رفعت راسها وقالت
هو انا ليه بيحصل ليا كده
ما انا قلتلك يا خلود اطلقي منه وارتاحي وارجعلنا.
رفعت راسها من حضڼ والدها وقالت
يعني اسيبه بعد ما اتعلقت بيه
مسح علي وجهها برفق وقال
يعني عاجبك اللي انت فيه الوقتي...فين خلود المرحه الشقيه فين ضحكتكهتكسبي ايه من كل اللي بتعمليه ده
بابا قلتلك قبل كده مش هسيبه الا لما يقف علي رجليه...ويقرر هيعمل ايه معايا...وانا ساعتها يا ابقي ليه يا ابعد ولا كانه كان في حياتي قبل كده.
ربت باهر علي ظهرها وقال
ماشي يا حبيبتي اللي تشوفيه انا مش هضغط عليكي اكتر من كده.
نهضت خلود من مكانها ونظرت لوالدها وقال
ادعيلي انت بس يابابا...عن اذنك هروح ابشر خليفه
رد باهر بابتسامته قائلا
اتفضلي يا قمر.
دخلت خلود غرفه المكتب وفتحت شاشه اللاب توب لتتفأجي بخليفه اون لاين يبحث عنها قائلا
خلود انتي فين
يا بنتي من الصبح قالب عليكي النت
...تنهدت خلود وقالت
اليوم ده اصلا باين من اوله...في الاول انا حاسه اني زين فاق ...وبالاخر جيت لقيت المكتب مولع بين اسر وحازم.
تعصب خليفه من صراع اسر وحازم وقال
وده مكان يتخانقوا فيه ...وانتي سكتي ليهم
رد ت بتعب قائله
اديني اديت لاسر علي دماغه بعد ما هاني وهان والدي ...والتاني مشيته بعد ما اخدت منه نتيجه الصفقه ...علي فكرة مبروك يا خليفه الصفقه تمت بنجاح.
اندهش خليفه لعدم سعادتها باتمام الصفقه فقال
هو انا ليه حاسك مش مبسوطه
ردت بجمود وقالت
معدش وقت كتير علي ان زين يفوق ...لازم اختفي من قدامه بعد النهارده.
رد عليها خليفه بحزن
انا كمان قربت انزل مصر ربنا يعدي الايام الجايه علي خير
اغلقت خلود شاشه الحاسوب ونهضت من مكتبها واخبرت والدها انها ستعود للفيلا لانها متعبه ...وصلت خلود الي الفيلا وقابلت ياسمين واخبرتها بنجاح الصفقه واصرت ياسمين علي صعود خلود لزين لكي تراه اليوم فقط قبل موعد اعطائه حقن الافاقه...صعدت خلود بترنح الي جناح الزين نظرا لقله اكلها وقله نومها وتوترها من المشاكل في الشركه ...بالنسبه لزين كان ينتظرها وكان يرتدي بنطالا قطنيا اسود وكنزة بلون الاصفر الكنارى مثلها وكان جالسا علي الاريكه حيث انها طلب باحضار واحده من ذى قبل للممرض ...علم زين بمجيئها فشد الستائر واغلق نور الجناح حتي ان دخلت لا تستطيع رؤيته ....وضعت خلود يدها علي مقبض الباب ويدها الاخرى علي جبينها تفركها من اثار الصداع المستميت فتحت خلود باب الجناح لتجده مظلما مما اتعب عينيها فتحسست الغرفه لكي تصل الي المصباح القريب ...حتي وجدت يد صلبه تمسك بيدها ...شهقت خلود من اليد الممسكه بها وتملصت منها وفتحت الاضاءة فاذا بها تتفاجئ بالزين يجلس امامه مبتسما ...تسمرت خلود في مكانها تستوعب
المشهد فها هو الزين زوجها تلفتت الي الفراش لم تجده ...اذن انه هو قد افاق ...نهض زين ليقترب منها فكان رده فعلها عبارة عن سقوطها مغشيا عليها لا تحرك ساكنا علي ارضيه الجناح .ترى ماذا سيحدث بينهم بعد ذلك.
الفصل الثالث عشر
بعد ان سقطت خلودعلي ارضيه الجناح ..حملها زين واودعها برفق في الفراش واحضرزجاجه العطر الخاص به وقربها من انفها لكي تستفيق ...فتحت خلود عينها ببطء وعندما رات زين فزعت واتجهت الي الجانب الاخر من الفراش تضع يديها علي وجهها وتنكمش علي نفسها ...رؤيته تعني ان ما توقعته كان حقيقه وليس تهيؤات ...ازاحت يديها من فوق وجهها ببطء وجحظت عينهاوصرخت صرخه كبير اتت علي صوتها ياسمين ...وما ان فتحت الباب ووجدت زين يقف امامها حتي شهقت بفرحه ...متناسيه امر خلود تماما ...ركضت الي ابنها لتاخذه بين احضانها قائله
معقوله ...حمد الله علي سلامتك يا حبيبي ...الف حمد وشكر ليكي يارب.
هبطت خلود من علي الفراش وابتلعت ريقها بصعوبه وارتعشت وذهبت الي ياسمين بتوتر قائله
انا رايحه الاوضه التانيه.
ليه انتي هتفضلي هنا ...ومش هتروحي تنامي في مكان تاني .
ابتسم زين بسخريه وقال
اقولك انا ليه ...الهانم مكنش نفسها اني افوق ...هيا الهانم هنا بتعمل ايه مش خلاص احنا اطلقنا
اخذته ياسمين واجلسته علي الاريكه وتحدثت معه بحنان قائله
انا اتاكدت من برائتها بنفسي ...والخدامه اعترفت علي نفسها ...وقالت ان في حد خلاها تعمل كده ولما حاولت اعرف هو مين للاسف هربت.
زفر زين حانقا وقال
بس انا عامل توكيل بالطلاق ...واعتقد انه اتنفذ في المحكمه ...هيا بقي قاعده هنا بتعمل ايه.
تصنعت ياسمين الدهشه والاستغراب وقالت
توكيل ايه اللي انت بتقول عليه ...ده احنا احتارنا مين هيمسك الشركه انا وخليفه ...وملقناش قدامنا غير خلود.
صدم زين من كلام ياسمين وقال
خلود مين اللي تمسك الشركه ...انا عامل توكيل لاسر ...المحامي موثقش ازاي ووصله ليه
نهض من مكانه وصفق بيده وقال
حلو اوى ...الهانم اللي منعتها من دخول المعهد ...تروح الشركه وتشتغل هناك الظاهر اني مت عشان تلعبوا من ورايا
ونظر لامه باستهجان قائله
مخوفتيش لحته العيله دي تضيع اللي ورانا واللي قدامنا.
ابتسمت ياسمين وقالت
بالعكس ...انا كنت واثقه فيها ...وكانت قد الثقه ونجحت في صفقتين متخيلتش انها هتنجح فيهم وكفايه عندي ان كل الموظفين شهدولي باحترامها ليهم.
هنا رفعت خلود راسها وقالت
الحمد لله انا كده عملت اللي عليا...اعتقد ان مهمتي كده خلصت وبرائتي بانت عندك ...خليفه بس يرجع ويلغي التوكيل اللي عملهولي ويبقا كده خلصنا .عن اذنكم
اتجهت خلود الي الباب لتفتحه لتجد يد من حديد تقبض علي يديها ولم تسمح لها بالخروج ونظر لامه قائلا
ممكن حضرتك تسيبيني لوحدنا ...في حسابات