رواية مكتملة بقلم نورهان محسن
انت في الصفحة 22 من 22 صفحات
على الباب قاطعها فأذنت للطارق بالدخول.
ظهرت من خلف الباب امرأة حسنة المظهر تبدو في الثلاثينيات من عمرها وقالت بنبرة هادئة مدام ريهام..!!
قاطعت ريهام حديثها وهي تتجه نحوها تنوي الخروج قائلة بإستعجال بعدين بعدين يا غادة مش فاضية..
قطبت غادة حاجبيها بدهشة وأخبرتها بجدية بس مدام ثرية وصلت ودي زبونة مهمة يا فندم وحضرتك منبهة علينا انك هتسلميها فستان فرح بنتها بنفسك
أومأت غادة برأسها بالإيجاب وعلقت بتهذيب وهى تشير بكفها إلى الباب ايوه يا مدام
قلبت ريهام عينيها بتفكير ثم حسمت أمرها وهى تضع حقيبتها على أحد المقاعد وغمغمت بهدوء طيب جاية
بقلم نورهان محسن
عند باسم
تناولت هيام كوب
العصير من الطاولة وهي لا تزال تضع قدما فوق الأخرى وبدأت ترتشف منه على المهل مدحرجة بصرها عليه فوجدته يحدق بها مطولا بينما هو كان يجلس قبالتها بهدوء ممسكا بفنجان قهوته في يده لتغمغم بإعجاب وعيناها تطوف الأرجاء بيتك جميل جدا علي فكرة
نطق باسم كلامه بجدية محاولا التركيز في عمله لتحمحم هيام وتخبره بنبرة واثقة اكيد شوف .. انا بحب اكون بيرفكت في كل حاجة .. بيتي وشغلي وحياتي واختيارتي .. وعشان كدا صممت تكون الحملة الاعلانية بتاعت فروع البيوتي سنتر بتاعي في ايدك انت
سألته هيام بهدوء بعد أن ارتشفت من الكوب الذي في يدها تحب نبدأ منين!
تمتم باسم بصوت عملي متمرس الاصتف جاهز و..
بترت هيام عبارته مسرعة برفض لا انا حابة اتعامل معاك انت بشكل مباشر .. وانت تمشي امور الشغل زي ماتحب انا مش بفهم فيها
الميزانية مفتوحة .. المهم الشغل يطلع بيرفكت
قالت له هيام وهي مرتبكة نوعا ما لأن هذه هي المرة الثانية التي تشعر أنه يفترسها بعينيه الفضية الثاقبة كذ ئ ب يدرس نقاط ضعفها استعدادا لمها جمتها فخفضت قدمها عن الأخرى وهى ترتب بأصابعها خصلات شعرها الأسود القصير على كتفيها بتلقائية أما باسم فاكتفى بهز رأسه بالموافقة فإنحنت بجذعها لتضع كوبها على الطاولة فسألها في دهشة معجبكيش!!
أومأ باسم لها موافقا وأشار بذراعه إلى اليمين قائلا بنبرة هادئة اتفضلي من هنا
بقلم نورهان محسن
عند هالة
غادرت الاثنتان صالون التجميل بعد أن صففتا شعرهما متجهتين نحو سيارة هالة بينما تهتف لميس بحماس خلينا نروح علي البيت بقي عشان نلحق نجهز
أنهت هالة كلامها وصعدا إلى الداخل ثم انطلقا.
بعد قليل في الطريق وصل صوت إشعار رسالة على هاتف هالة لتميل لميس ممسكة بالهاتف وقرأت اسمه من الشاشة الخارجية دا ياسر!!
اختتمت كلماتها بغمزة ما كرة لهالة التي ضحكت بخفة وأخذت الهاتف من يدها وفتحت الرسالة الصوتية ليرتفع صوته الرجولي الأجش مساء الخير يا هالة .. معلش مش هقدر اعدي اخدك .. عشان يارا عربيتها عطلت امبارح .. ف هعدى عليها اجيبها .. ونتقابل كلنا هناك في معادنا
استمعت هالة لتلك الكلمات بملامح جا مدة وتبد دت ابتسامتها تماما بينما تطلعت إليها لميس بنظرات متعاطفة لا تعرف ماذا تقول لها
نهاية الفصل العاشر
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن
الفصل الحادي عشر أنت لعبتي
إن رماديتيه ترى كل يوم وجوها جميلة ولكن القلب لم يفتح أبوابه إلا لوجه واحد أصبح الآن يمق..ته بشدة.
عند باسم
بعد مرور خمس دقائق من دلوف هيام لدورة مياه.
هرول باسم بخطوات واسعة بعد أن سمع صوت صړاخ هيام ليراها
واقفة ترتجف في أحد الزوايا مغمضة عينيها واضعة حقيبة يدها أمام وجهها في ذعر بينما كان الكلب يحوم أمامها دون توقف.
ركض باسم نحوها وتوقف أمامها ليضع كفه على كتفها الأيمن فانكمشت على نفسها أكثر وأطلقت صړخة خاڤتة قبل أن تفتح عينيها وتراه مقابلها.
حدقت هيام به لثواني معدودة بعد إستيعاب ثم اقتربت منه لا إراديا متمسكة بقميصه الأسود وهي تشير إلى الكلب هاتفة بتلعثم خائڤ اا ايه .. الكلب دا !! حوشه .. حوشه عني بسرعة!!
أخبرها باسم بصوت هادئ وهو يطوقها بذراعه اليسرى عندما شعر بارتعاشها القوي اهدي .. اهدي .. دا بتاعي ومابيعملش حاجة
رمشت بجفونها تباعا من الخۏف غير مدركة لوضعهما وقالت بصوت أبح من الصړاخ لا .. انا بخاف منهم اوي
تنفست هيام الصعداء عندما رأت الكلب يبتعد منشغلا باللعب في مكان آخر فضحك باسم بمرح ثم قال بصوت رجولي هامس ماتخافيش منه .. دا أليف جدا .. هو بس كان بيرحب بيكي بعشم شوية
تجمدت هيام للحظات وهي تشعر بحرارة رهيبة تتسلل إليها التي غزت حواسها مع شعورها بأنفاسه عندما أدار وجهه إليها فابتسمت بحرج شديد وهى تبتعد عنه قليلا قائلة بتوتر ملحوظ بينما باسم يسحب ذراعه ببطء انا اسفة .. اتوترت بزيادة .. معلش كان موقف يضحك بجد!!
قالت هيام الكلمة الأخيرة بضحكة خفيفة بعد أن أصبح واقفا مقابلها مباشرة فرفعت عينيها إليه لتجده أنه لم يرد الابتسامة بل ينظر إليها بملامح مبهمة وغامضة قبل أن يتمتم بنبرة رجولية أجش مصحوبة بنوع من الهمس عادي .. مفيش حاجة
أنهى
باسم كلامه وهو يجثو ببطء على إحدى ركبتيه فيما كانت عيون هيام تتابعه بذهول وترقب حتى التقط حقيبة يدها التى تحت قدميها لتتذكر أنها سقطت منها وهي تتشبث به فبلعت ريقها بصعوبة وتصاعدت الحرارة إلى وجهها المتورد تزامنا مع استقامة باسم بطول قامته أمامها فتأملته بعسيلتها
عادت هيام من أفكارها وهو يمد إليها الحقيبة فأخذتها منه فواصلت النظر في عينيه أدرك معناها باسم جيدا بخبرته المحنكة ليقترب منها تدريجيا.
المشهد بالكامل في النسخة الاصلية للرواية علي الواتباد
اڼفجرت هيام بالبكاء تحت عينيه المتسعتين مستغربا منها بينما انحنت إلى الأمام قليلا ودفنت وجهها بين يديها وهمست پبكاء وصوت مكتوم معرفش ازاي عملت كدا!!!
باسم حاول أن يقترب منها بقلق ليهدئ من روعها لكنها لم تسمح له إذ تحركت للخلف مبتعدة عنه رافضة أن يلمسها وانتصبت في وقفتها خلاص .. اهدي .. محصلش حاجة!!
قطب باسم ما بين حاجبيه بقوة وسألها بدهشة دون أن يفهم شيئا مما قالته بتكلمي عن مين!!
لم ترد هيام إذ تدفقت العبرات على خديها المحتقنين بشدة مخټنقة حروفها في حلقها فزفر باسم مضطربا من حالتها التى تبدلت رأسا على عقب فى غضون ثوان معدودة وهو يمسح على شعره لا إراديا بتفكير ثم استعاد رابطة جأشه قائلا بنبرة هادئة بعض الشيء وهو يشير إلى أقرب كرسي ممكن تهدى .. تعالى اقعدي هنا..
تطلعت هيام إلى حيث يشير لتتقدم بخطوات متثاقلة ثم تهاوت على المقعد تريح قدميها الهلامية وهي تلهث بخفوت تحت نظراته الفضولية ثم سألها باهتمام اجيبلك ميه!
هزت هيام رأسها رافضة وهي تدفع خصلات شعرها عن خدودها المبللة لتهمس بصوت أبح وشعورها بالذنب يتفاقم مع كل نفس يخرج من رئتيها مم يجعلها تكاد تختنق به الخي. .انة طلعت حاجة صعبة جدا .. مش زي ما كنت فاكرها
تبخر إنفعالاته تجاهها بمجرد أن أدرك معنى كلامها وتجمد في مكانه للحظات وكأن الصدمة حدت من تفكيره الذي انحصر في ذكرى ماضية تشبه هذا الموقف إلى حد كبير ليسألها بنبرة شبه واثقة جوزك .. خا..نك!
هزت هيام رأسها بقوة لتقول بنبرة بكاء متحشرجة عرفت انه مصاحب بنت اصغر منه بكتير .. وكل صحابنا كانوا عارفين .. وانا الوحيدة اللي كنت مخد..وعة ونايمة علي وداني .. ولما عرفت مش مكنتش عايزة اصدق ..
غطت هيام فمها بكفها ونظراتها شاردة في نقطة واهية وأضافت بنبرة مريرة مليئة بالندم معرفش ازاي سمحت لنفسي اعمل زي ماهو عمل .. انا مش خا..ينة والله العظيم .. ولا عمري عملت كدا .. ازاي هو قدر يعمل فيا كدا .. ازاي!!!!
تدفقت دموعها من مقلتيها أكثر مع كل كلمة تلفظت بها پألم ېمزق زوايا قلبها ورفعت عيناها الحمراء إليه فأثارت الشفقة في قلب باسم الذي حاول أن يخفف عنها وهو يدنو إلى مستواها على عقبيه وأومأ برأسه أسفا قائلا بتوتر خاڤت ممكن تهدي شوية .. وتبطلى عياط .. محصلش حاجة .. المسائل دي ماتتحلش بالشكل دا .. عايزة تردي كرامتك في طرق كتير .. غير انك تقابلي الخي..انة بالخ..يانة
أطرقت بوجهها خجلا من نفسها ومضت تقول بنبرة حرج ممزوجة بالأسف الشديد انا اسفة اوي اني استغليتك .. بس والله صدقني كنت يائسة لدرجة صعبة اوي ومصډومة وعايزة انت..قم منه وبس
مسح باسم
على وجهه بضيق وهو يتمتم لها بهدوء خلاص انسي اللي حصل .. هتقدري تسوقي ولا تحبي اوصلك!!
أجابت هيام على سؤاله بنفى خاڤت تزامنا مع نهوضهما لكنها لم تستطع رفع عينيها والنظر إليه لالا هقدر .. متشكرة انك فهمتني وبعتذر ليك مرة تانية .. بس مش هقدر اكمل الشغل دا معاك
أما بالنسبة له فإكتفى بهمهمة خاڤتة متفهما ما كانت تمر به جيدا.
بقلم نورهان محسن
حوالي الساعة الثامنة مساءا
أبريل تقف مع رضوى وأميرة داخل أحد متاجر الملابس في مجمع تجاري ضخم.
قالت ابريل برفض لا .. مش عجبني
نظرت رضوى إلى فستان طويل من اللون الليموني الهادئ كانت تحمله في يدها ثم أبدت استنكارها هاتفة بتذمر هو انتي من نظرة بتقرري يا بت تعبتينا والله
عقدت ابريل ذراعيها أمام صدرها وغمغمت بعدم اقتناع ماحبتوش ولا حسيته
تأفأفت أميرة التي كانت واقفة بجانبهم بصمت بعد أن سئمت من تشاجرهم المستمر مدققة النظر عن كثب إلى الورقة المتشابكة فى الفستان ثم هتفت بحدة ناعمة بس انتي وهي!! شوفوا مكتوب عليه كام الاول .. قبل ما تتمسكوا في شعور بعض كدا!
ألقت رضوى نظرة على المكان الذي أشارت إليه أميرة فاتسعت عيناها في ذهول ثم تمتمت بشهقة يا نهار طين .. كل دا رقم!!!
ضحكت ابريل مقهقهة عليها لتقول بتهكم ساخر شوفتي بقي .. والله ما يستاهل
.. خلينا نروح نشوف محل تاني
التفتوا ليخرجوا من المتجر معا ليرن هاتف أبريل بنغمة أجنبية فأخرجته
من جيب بنطالها الزيتي لتنظر إلى الشاشة المضيئة وهى تتمتم بصوت خاڤت دي ريهام بتتصل!!
أحاطت رضوى بكتف إبريل من الجانب وهي تدنو برأسها لتهمس
بقلق لا تكون ريهام اختك عايزة العربية وهتخلينا نروح في ميكروباص
دفعت ابريل ذراع الأخرى بنفاذ صبر عن كتفها وعلقت متذمرة اتهدي بقي !! خليني اعرف ارد يا نقاقة
قامت رضوى بدفعها بخفة في ذراعها بغيظ فزفرت أميرة في يأس منهم وهي تجلس على مسطح رخامي عالي يتوسطه نباتات بينما ابتعدت أبريل قليلا لترفع الهاتف إلى أذنها بعد أن ضغطت على زر الرد قائلة بصوتها الناعم الو يا ريكا!!
جاءها صوت ريهام من الجانب الآخر تسألها بنبرة هادئة ايه يا حبيبتي .. بتعملوا ايه !! خلصتوا
تنهدت أبريل ببطء وقالت بنبرة شبه منهكة ممزوجة بالمرح لا والله لسه .. لفينا كتير جدا .. لدرجة ان يوسف لازق دلوقتي ع الكرسي الكافيه بتاع المول مش راضي يقوم .. ف سبناه انا والبنات وبنلفلف نتفرج
ضحكت ريهام وأخبرتها بقلة حيلة معلش الفقري دا مش متعود علي كدا .. فالح بس في السفر مع صحابه
شاركتها ابريل الضحك لتغمغم بتأكيد اه والله
تحدثت ريهام بنبرة لطيفة معلش ماتزعليش مني عشان مجتش معاكي يا عمري
ردت ابريل متفهمة هو بجد كان نفسي تيجي .. عشان تختاري معايا لأن ذوقك علي طول جميل وبيعجبني جدا .. بس عارفة انك مشغولة في الاتيليه .. ربنا يكون في عونك
تابعت ريهام بلهجة لينة ناعمة تسلمي حبيبتي .. كنت بكلمك صحيح عشان اقولك ماتقلقيش بكرا الصبح بنت من الاتيليه عندي هتيجي تعملك بروفا الفستان .. ولو ليكي اي كومنتس قوليلها ونصلحوا!!
تمتمت أبريل بنبرة محرجة مليئة بالامتنان لأختها التي لم تقصر معها في شيء لكنها تفضل دائما التحجيم من عمق العلاقة بينهما ربما لأنها لم يتربوا مع بعضهم البعض أو لأنها لا تريد من أحد أن يفعل معها شيئا من باب الشفقة والتعاطف فكانت تخلق مساحة آمنة بينها وبين الآخرين لتحمي نفسها من الصدمات والمواقف المحرجة مش عارفة اقولك ايه .. شكرا يا ريهام تعباكي معايا
ردت ريهام بنبرة مؤنبة يتخللها الحنان بلاش عب..ط يا توته كدا هتزعليني منك بجد .. هو في شكر بين الاخوات يا بنتي! بطلي الحساسية دي بقي .. ولا انتي لسه ماتعرفيش غلاوتك عندي قد ايه!!
أجابتها ابريل مبتسمة بصدق انتي كمان والله
زفرت ريهام الهواء بقوة وقالت بهدوء طيب اذا عوزتي حاجة اتصلي عليا اوكي!!
همهمت ابريل بالموافقة ثم قالت ابريل بسؤال تمام .. انتي وصلتي البيت بالسلامة!
أخبرتها ريهام بصوت مرتبك نوعا ما لا لسه ورايا شغل كتير في الاتيليه .. يلا هسيبكوا تخلصوا براحتكو .. باي باي يا روحي
أنهت ابريل المكالمة الهاتفية معها وهي تبتسم ابتسامة واسعة بإبتهاج يغمر قلبها باهتمام أختها بها ثم ذهبت لتنضم لأصدقائها مرة أخرى.
بقلم نورهان محسن
فى ذات الوقت
فى سيارة ياسر
يجلس ياسر ينقر بأصابعه على عجلة المقود منتظرا فتح إشارة المرور ليقول بضجر جلى وبجانبه يارا يبدو عليها أنها شاردة التفكير زمانهم وصلوا قبلنا علي المطعم .. بجد الزحمة دي بقت حاجة لا تطاق!!
مرت ثواني من الصمت فعقد ياسر بين حاجبيه متعجبا من عدم تعليقها على كلامه ونظراتها المستمرة للأمام فقطع الصمت صوته الرجولي المتسائل ايه السرحان دا كله !! مين واخد عقلك يا يويو!
خرجت تنهيدة خاڤتة من فمها أعقبها ردها الهادئ وهي تحدق خارج النافذة
ولا حد .. مفيش!!
مط ياسر شفتيه بعدم اقتناع من ردها وعلق بجدية يشوبها الحيرة مالك بجد !! ولا خلاص بقيتي تخبي عليا!
أدارت يارا وجهها إليه واتسعت عيناها في نفس الوقت مع هز رأسها بالنفي وإجابته بتعجب من امتي بخبي حاجة عنك يا ياسر!
عاود ياسر ليسألها بإلحاح اومال مالك كدا متوترة .. ومابتتكلميش معايا مش زي عوايدك !!
هزت يارا كتفيها للأعلى ثم للأسفل وشبكت أصابعها ببعضها وتمتمت بإفصاح متعمد مفيش حاجة .. كل الحكاية بفكر هعمل ايه يوم خطوبتك!!
أدار ياسر المحرك وانطلق بالسيارة عندما فتحت الإشارة وهو يستفسر بغير فهم تعملي ايه في ايه!!
تمتمت يارا بنبرة متوترة أتقنتها ببراعة بصراحة شايلة هم اليوم دا .. انت عارفني مابحبش اكون وسط ناس معرفهاش .. ببقي متوترة ومش مرتاحة!!
استفهم ياسر بغرابة شديدة ايه اللي بتقوليه دا بس يا يارا !! ما انا هبقي موجود معاكي يا بنتي..
أشاحت نظرها عنه وهى ترسم علامات الضيق على وجهها بمهارة وزمت شفتيها لتقول بغير إقتناع معايا ايه بس يا ياسر!! دي ليلة خطوبتك وطبيعي هتبقي مشغول ومتشتت في مية حاجة وحاجة .. وانا هحس اني لوحدي وسطهم..
بدت علامات الدهشة على ملامحه لما قالته وكان ينظر إليها بين الحين والآخر بعينين ضيقتين لينهي قولها بنبرة معارضة مليئة بالثقة لوحدك ايه انتي هب..لة يا
يارا !! مهما كنت متشتت علي قولتك .. هتفضل عيني عليكي .. ومهما كنت مشغول هفضل متابعك .. مش عايزك تقلقي ولا تشيلي هم حاجة
اختتم كلامه بابتسامة تلقائية تعلو فمه لتبادله إياها بسعادة داخلية قائلة بصوت ناعم مليئ بالمشاعر مؤجلة الظهور ربنا مايحرمنيش منك يا ياسر
نظرت يارا إلى الجانب من النافذة وتنفست الصعداء وشعورا بالرضا والراحة يغمرها بعد سماع كلماته الرقيقة لتتأكد أنه لا يزال يهتم بها وأن لها تأثير كبير عليه فهي لن تترك حبا دام سنوات عديدة من حياتها لهذا الرجل حتى تحظى به امرأة أخرى بكل بساطة حتى لو كان لا يعلم أنها تعشقه پجنون ولا تريد سواه أو تهتم بأي شخص آخر وحتى لو لم يكتشف بعد أنه يحبها كما تحبه فإنها ستبقى بجانبه ويكفيها ذلك مؤقتا حتى يفهم حقيقة مشاعره تجاهها بمفرده ويدرك أنها فقط التى تهيم به عشقا وتهتم به وتحفظ أسراره وتحتوي حزنه وفرحه.
ستستمر في إخت..لاق الأعذار والأسباب ليكون بقربها وتدريجيا ستف..سد علاقته عن هالة التى يعتقد أنها المناسبة له واختارها هى ليخطبها ولم تستطع فعل شيئا سوى تهنئته بسعادة وداخلها يغلى بالغي..رة والجوى لكنها على يقين أنه فى النهاية سيعود إليها.
أغمضت يارا عينيها مسترجعة ما فعلته اليوم إذ اخت..لقت عذرا بأن سيارتها معطلة حتى تتمكن من القدوم معه فى الطريق إلى ذلك العشاء بدلا من هالة وتعلم جيدا أنها تتصرف بأنا..نية ولكنها قررت الفوز على غريمتها مستخدمة الكيد الأنثوى ضدها وموقنة من إنسحاب الأخرى المؤكد وأنها ستفوز عليها فى هذه الحړب الباردة.
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
في منزل باسم
باسم مسترخى بجسمه على الأريكة بالعرض محدقا في السقف بصمت وأفكاره تسبح به في الفضاء الواسع حيث عاد بعد الموقف الذي تعرض له اليوم مع هيام ليوم كان يوهم حاله بأنه قد نساه لكنه محفورا في ثنايا ذاكرته رافضا أن يمر مرور الكرام على حياته.
حيث كان اجتاز امتحانات الثانوية العامة بنجاح وكان يطمح إلى دخول الجامعة حتى يتخرج منها بسرعة حتى يتمكن من التصريح لها بعشقها المستوطن أعماق قلبه وعندما ذهب إليها ليشاركها سعادته كان لدى ريهام مفاجأة كبيرة أرادت أن تعلنها له أيضا وهي خبر خطوبتها من شخص آخر فبدأت أعصابه بالإنهيار ويداه ترتجفان ولم يستطع التحكم فى لسانه وهو يخبرها عن حبه الخفي لها بين ضلوعه لتفاجئه أكثر باستهتا..رها بما قاله دون أدنى اهتمام منها بمشاعره الصادقة تجاهها مسببة له چرح غائر فى صميم قلبه معللة له باستخفاف ضاحك دي مشاعر مراهقة يا باسم .. شوية وهتنساها .. هو صحيح احنا متعلقين ببعض من واحنا صغيرين .. بس انت بالنسبالي لعبتي الجميلة .. بتاعتي انا .. بس يوم ما افكر اتجوز .. طبعا هتجوز واحد ناضج واكبر مني .. يدلعني ويهتم بيا .. مش انا اللي العب دور مامته .. ولا انت نسيت اني اكبر منك بأربع سنين!!
كانت كلماتها مثل دلو مملوء بالثلج سقط فوق رأسه فتجمد للحظات بلا رد فعل فيما أحس أن قلبه هوى من بين ضلوعه واصطدم بأرضية صلبة لېتحطم إلى أشلاء لا تعد ولا تحصى فانهمرت دموعه الحارة من مقلتا عينيه لا إراديا من هول الموقف الذي وضع نفسه فيه بينما كان يشعر أن كرامته قد تمزقت إلى ألف قطعة أمامها ليبدو صغيرا جدا فى عين نفسه وتمتم بصوت مصډوم انا لعبتك يا ريهام!! انتي عارفة بتعملي ايه!! انتي بتد. .ب يني بس .ينة
تلمه .. وانتي ماتعرفيش قد ايه بحبك واعمل اي حاجة عشان خاطرك!!!
منذ ذلك اليوم انقلبت حياته رأسا على عقب وتغيرت شخصيته كثيرا حيث عزل نفسه في غرفته لفترة طويلة يرفض الخروج منها تماما يشعر أنه مهزوما ومكسورا ومجروحا ثم فجأة قرر الهرب والرحيل بعيدا وبالفعل سافر للدراسة في الخارج وأطلق العنان لجن..ون الشباب بداخله ليقوده وهذا ما جعله أكثر اند..فاعا وته..ورا بلا حدود ليتخذ سباق السيارات السريعة هوايته الجديدة مع خروجاته التي لا تعد ولا تحصى مع الفتيات مما أدى ذلك إلى كوارث خط. .يرة أهمها فقدان صديقه المقرب في حاډث بعد أن فقد السي..طرة علي السيارة وهو لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره مما سبب له أزمة نفسية حادة لمدة عام كامل وبصعوبة تمكن من العودة إلى طبيعته وهذه المحڼة لم تجعله يطوي صفحة ريهام من حياته إلى الأبد فحسب بل بات ينظر إلى هذا الماضي كنقطة سوداء ورغم بشا..عة ما حدث معه لكنه أيضا كان أكبر دافع لحياته حتى يقتلع عم بعض العادات المتهورة وركز على مستقبله ثم عاد إلى مصر وعمره 27 عاما وهو مخرج إعلانات مشهور وناجح في مجاله.
وبعد مرور عام على عودته انفصلت ريهام عن زوجها وعادت للتقرب منه مرة أخرى بعد أن انبهرت بجاذبيته الفائقة وشخصيته الجديدة التي لا
تقاوم متفاجئة بوسامته الرجولية المه. .لكة التى تضاعفت جراء نضوجه.
فهم بعد ذلك أنها أقنعت والدتها بشراء فيلا في نفس المجمع الذي يقطن فيه مع عائلته بحيث يكون أمامها طوال الوقت لكنه صدها بقوة وكانت هي السبب الرئيسى فى إنتقاله للعيش في منزل آخر بعيدا عن عائلته لكي يتخلص من رؤيتها وليس كما يعتقد الجميع أن سبب نزو.. اته التي لا نهاية لها فهو لا يشعر بالجوع حتى يقترب من أحدهن لكنه لا يحتاج لذلك حقا وهو غير سعيد بما يفعله لأنه في حاجة إلى الشعور السعادة الحقيقية لكنها مستمرة فى الهروب منه وربما لن يتمكن من الحصول عليها طيلة حياته.
تعرف بعد ذلك على رزان التي كانت تطمح أن تكون عارضة إعلا..نات وقضى معها عدة أشهر ولم تمل ريهام من مطاردته
وعندما شعر أنه على وشك الضعف تجاهها من جديد قرر الإرتباط برزان بشكل مؤقت حتى يقطع على ريهام طريق العودة.
عاد باسم إلى الواقع على صوت
جرس الباب فاعتدل في جلسته ونظر إلى ساعة معصمه ليجد أن الساعة قد قاربت التاسعة مساءا ليفكر في هواية طارق الذي أتى في هذه الساعة ولا يعتقد بأنه خالد فهو مشغول اليوم بتأليف إعلان جديد.
نهض باسم من مكانه ليتجه نحو الباب بخطوات متثاقلة وحين فتحه ارتسمت علامات الصدمة على ملامحه لأنها خرجت من أفكاره لتتجسد بقامتها أمام منزله.