الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ارمله اخي

انت في الصفحة 6 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز


وربما للأمر وجه أخر تخفيه داخلها أنها تعطيه فرصة أخيرة للتراجع والتمسك بقارب حياتهما الذي صار مثقوبا قبل أن يغرق وتبتلعه دوامة الفراق لأجل إرث عادات واهية ومجحفة..
أما هي فما يمنحها بصيص فقير من الأمل أن حور مازالت لا تعرف شيء.. هي أكيدة من ذلك.. كيف والأخيرة تتواصل معها عبر
الهاتف كل حين لتبثها أحزانها بعد زوجها..غير تساؤلها الدائم عن سبب مكوثها في بيت أهلها لتخبرها شروق كڈبا بنشوب خلاف بسيط بينها وبين تيمور ويحتاج الأمر لانفصال مؤقت بينهما.. هذا ما تتمناه. .حتى إن لم تعود معه گ السابق.. حتى لو صار بينهما ألف حاجز لكن لأجل استقرار صغارها فقط ستحاول العودة بشروطها إن حقا تراجع عن زيجته.

أما حور تحاول التعافي لأجل أطفالها لكن الوهن ينال منها كل يوم أكثر.. ليس فقط نفسي بل ي وكأن كل شيء بها أصبح معطوبا لدرجة لا تستطع رعاية أبنائها كما يجب.
أما الحاجة خديجة فقط تنتظر الفرصة المناسبة لتخبر حور بنية تزويجها من تيمور.. تعلم أنها ستواجه عاصفة من الرفض للأمر لكنها تستعد بكل أسلحتها لتضغط عليها حتي لو أضطرت لټهديدها بحرمانها من الصغار والسبل لديها كثيرة ومتعددة لتفعلها لن تعدم طريقة للوصول لبغيتها إن رفضت أرملة إبراهيم الإنصياع لقرارها.
جبروت! نعم تعترف.. لكن لأجل ألا يبتعد رائحة فقيدها الغالي عنها لحظة واحدة.. مهما ادعت حور بالزهد في الرجال لن تصدق أنها ستظل على هذا العهد.. مازالت صغيرة.. وجميلة..ومطمع للجميع..وسهل إغرائها. 
ختمت صلاتها ثم اعتدلت بجلستها ورفعت ذراعيها تدعوا بخشوع باكي وقد صار اللجوء لخالقها ملاذها الوحيد..الدموع تسبق كلماتها وهي تدعوا أن يفك كربها وتعود حياتها كما كانت طرقات على باب غرفتها قاطعت خلوتها فأنهت دعائها مستقبلة شقيقتها. 
_ جوزك جه برة يا شروق وعايز يقابلك.
جففت دموعها وقبس من الأمل تسرب لدواخلها لعل الغمة تنقشع ويكون آتيها راجيا أن تسامحه ويخبرها انه أعرض عن الزوج ويصبح تراجعه الآن أهون الأضرار. 
_ روحي وهحصلك يا إيمان.
قالتها ومكثت تزيل بقايا دموعها من ملامحها الشاحبة وعيناها الغائرة التي استدارت بسواد سهرها وبكاها ليلا.. وبثبات زائف توجهت إليه لتسمع ما عنده. 
بنظرات نهمة راح يتشرب قسماتها الشاحبة وغمغم بمسحة حنان ولهفة أدركتها 
_ أزيك يا شروق وحشتيني اوي كده هنت عليكي تبعدي كل ده مش حرام تسيبيني انتي والولاد في أكتر وقت محتاجكم فيه الدنيا مالهاش طعم من غيركم.
صمتت تبحث بكلماته عن شيء يطمئنها انه وئد فكرة زواجه من جذورها لكنه لم يقولها فقط يشتكي بعدها ويستدر عواطفها دون توضيح لما هو قادم.
_لعلمك أنا سايبك بس عشان تحكمي عقلك وتفكري كويس وتعرفي ان الظروف هي اللي أجبرتني على قراري.
هنا نحر عنق أملها الأخير بقوله واتضحت أمامها الصورة ولم تعد غامضة مازال الأمر قائما إذا.. مازالت فكرة الزواج بحيز التنفيذ.. فقط يعطيها الفرصة لتتقبل ذبحها دون أن تصرخ او تعترض يريق دمائها پسكينة حادة ويريدها ألا تستسلم للمۏت. 
حسنا ليسمع إذا كلمتها الأخيرة.
نظرت إليه بثبات مردفة 
_ أحيانا بنتوهم إننا مجبرين نعمل حاجات معينة لكن في الحقيقة القرار بيكون نابع من جوانا.. أنت عايز تريح ضميرك ناحيتي بحجة انها عاداتكم إن ولاد الأخ مايتربوش بعيد وانك مجبر علي كده وأنا هساعدك عشان تريح بالك يا تيمور..أنا مايرضنيش تشيل ذنبي.
وميض أمل أشتعل داخله بقبولها للأمر الواقع لتصدمه بكلمتها التي كانت گ سکين مررت نصله على رقبته دون أدنى رحمة.
_ طلقني.
الكلمة أخترقت قلبه قبل أذنيه و مزقت لروحه.. لا يصدق أنها قالتها.. شروق تريد فراقه هكذا ببساطة! تبيعه بلحظة ڠضب وتهور! 
ليتداخل بعقله صوت ساخر ساخط.. أي بساطة هذه! المسكينة تتلوى ۏجعا وقهرا لفكرة زواجك من غيرها كيف لا تقدر بل كيف لا تحتويها وتحتجزها بين ذراعيك بعناق ولو بالقوة لتعرف أنك عليها باقي وما قرارك إلا واجب ثقيل مجبور عليه لتحفظ صغار أخيك الراحل.
_ أهدي يا حبيبتي واسمعيني أنا
دفعته عنها بقسۏة معرضة عن عناقه وهي تصيح هادرة أهدى أهدى ازاي واسمع أيه تاني هتبرر دبحك ليا بأيه يا تيمور..مستحيل تقنعني..زي ما مستحيل أفضل علي ذمتك.. أنا أديتك فرصة الأيام اللي فاتت تعيد حساباتك وتتراجع عن قرار هيخرب بيتنا.. لكن انت جاي بكل بساطة تاخدني وتضحك عليا بكلمتين وتقولي اهدي..حرام عليك انت جبت الجبروت ده منين فهمني.
خفقات قلبها ولهاث أنفاسها جعل ها يعلو ويهبط گأنه في صراع بدا لها لن يحسم.. ستظل ثورتها داخلها ټحرقها تعذبها..يعود ليقترب..فتبتعد أضعاف حتي أضحت المسافة بينهما تعجزه عن نيلها لم تبتعد عنه بالخطاوي فقط بل بالروح.
كيف له أن يمحو تلك المسافة التي شيدها قراره بين روحيهما
_ يعني مصممة على جنانك ده
رمقته بنظرة عنيدة تتحداه بصمت ليهتف أسمعي يا شروق.. مهما قولتي وعملتي مش هطاوعك.. هتفضلي مراتي لأخر نفس فيا.. حتى لو ڠصب عنك.
تهكمت بقولها الڠصب ده كان زمان دلوقت مفيش أسهل من إن الواحدة تتخلص من راجل غدار زيك.
السما أقربلك من اليوم ده يا شروق..هتفضلي مراتي ڠصب عنك.
نفضت ضعفها واستسلامها اللعېن لقربه واستجمعت البقية الباقية من قوتها لتدفعه عنها وتناطحه بقولها هنشوف يا تيمور مين فينا هيغصب التاني على إرادته. 
_ مش هسيب بيت ابراهيم واروح لمكان.
هكذت أخبرت والديها الذين أقترحوا عودتها معهما بعد إنقضاء عدتها الشرعية بعد أيام قليلة لتصيح والدتها
_ انتي فاضلك أسبوعين وتنتهي عدتك يا حور بعدين طول ما انتي هنا حزنك على جوزك هيفضل صاحي يا بنتي.
أجابتها بلوعة 
_ وعمره ما ھي ابدا يا ماما مش هنسي ابراهيم وهعيش وا في بيته واربي ولادي أحسن تربية.
_ هتعيشي لوحدك تعملي ايه يابنتي واللي ليكي راح وبقيتي أرملة لا حول ليها ولا قوة تعالي ربي عيالك وسطينا انا وابوكي محدش هيخاف عليكي قدنا ولا يراعيكي زي ما هنراعيكي.
اشټعل فتيل العناد برأسها بمزيد من العزم 
_ أنا مش لوحدي معايا ولادي ووالدة أبراهيم وأخوه ومراته كلهم هنا سند ليا.. سيبوني اكمل حياتي بطريقتي.
_ طب وإذا..
حدجها زوجها بتحذير ليوقف استرسالها فالوقت لا يسمح بفتح موضوع حساس كهذا كيف يخبراها أن أبن أخيه طلبها للزواج منها بعد مرور وقت مناسب كيف يقنعاها أنها مازالت في ريعان الشباب ولا يجوز ډفن نفسها بين جدران أصبحت معبئة برائحة ماضي زوجها الراحل عجلة الحياة يجب أن تدور ولا تقف عند رحيل أحدهم يعلمان أنها لن تنصاع لهما بسهولة..لذا عليهما أختيار توقيت مناسب ليطرحا الأمر عليها طرحا يقنعها بضرورة بداية جديدة مع زوج أخر..خاصتا لو كان من ډمها وسيحافظ عليها.
_ خلاص يابنتي خليكي في شقتك لحد ما ربنا يصلح الحال من عنده..وأنا أمك مضطرين نرجع بيتنا عشان اخواتك بس في نفس الوقت أحنا حواليكي مش بعيد. 
خدمتها مصادفة صعودها إليهم لتسمع حديثهما عبر الباب الموارب لشقة إبراهيم.. والديها يعزمان أخذها بعد انتهاء كامل عدتها.. أذا لم يعد الوقت في صالحهما.. يجب أن تحدث تيمور ليضعا النقاط على حروفها من الآن.. وإلا ضاعت الفرصة السانحة لهما.. حور لن تتسرب من أيديهم.. ستظل تحت قبضة ابنها الثاني وطوع أمرهما.. ستنجب لأطفال إبراهيم أخا من صلب تيمور ليصير رحيلها عنهم من الخيال. 
_ بالذمة ده وقت كلام في الموضوع ده يعني لولا فرملتك كنتي عرفتيها بطلب بدر ابن عمها
_ أعمل ايه ياحاج خاېفة عليها وعايزاها تعيش في أمان.. وبعدين هي يعني هتتجوز دلوقت.. ده لسه كنت همهد ليها بس.
_ ماهو الوقت غلط حور كانت بتحب جوزها و حزينة عليه والراجل لسه ناره مابردتش في قلبها أصبري كام شهر واللي عايزه ربنا هيكون.
تنهدت بۏجع ونعم بالله..أصلك ماتتصورش فرحتي ازاي لما بدر طلبها ده أفضل عوض ليها ولولادها.. حور صغيرة والدنيا لسه قدامها.
_ كله نصيب الله أعلم هتوافق ولا لأ..عشان كده بقولك أصبري لما تنسى حزنها..وبدر ابن اخويا مش مستعجل ومقدر المرحلة اللي هي بتمر بيها.. هو فاتحنا دلوقت عشان بس يقطع الطريق علي حد غيره لو فكر يطلبها.
أومأت بتفهم وقلبها يدعوا بقوة أن تكون ابنتها من نصيب ابن العم لتطمئن وينزاح هم وحدتها بطفليها وتجد السند لها في الحياة بعد رحيلهما عنها. 
_ أنامش فاهم يا أمي انتي عايزة مني دلوقت مش قلنا لما تخلص عدتها هكلمها
_ بس ابوها وأمها مش هيستنوا.. دول زاروها انهاردة عشان يعرفوها انهم هياخدوها تعيش معاهم بعد العدة.. وانا شامة ريحة مش مريحاني حاسة الموضوع في إنة.. لهفة أمها بالذات قلقتني..وأنا مش هستنى لما تحصل حاجة تبوظ خططتي.
ثم استدارت اليه بقوة أمرة 
أسمع يا تيمور قدامك لأخر الأسبوع تكون فاتحت حور في جوازك منها..لما تتكلم انت وتطلبها الأول ده هيفرق وبعدها انا هتصرف. 
_ ومراتي فين من حساباتك يا أمي دي مصممة تطلق مني لو كملت في فكرة جوازي انا وحور..
هونت الأمر بقولها يا ابني ده ڠضب حريم هيهدى لما تلاقيك اتجوزت ومتغيرتش معاها..شروق بتحبك وبتحب عيالها ومش هتقدر تسيبك..اتجوز انت بس أرملة اخوك واضمنها ليا تحت طوعك وسيب شروق عليا.
نكس رأسه بضعف بات يكرهه في نفسه.. منذ متى كان بهذا الخنوع..شطر داخله يريد التمرد وعصيان والدته والنجاة بحياته مع زوجته التي يحبها ولا يريد الجور عليها وشطر أخر يدفعه للمضي بالأمر لتستريح روح شقيقه تحت الثرى وينفذ وصيته ألا يفرط بأطفاله ويتربوا بعيدا عنه.
_ قلت ايه يا تيمور
زفرة بما داخله من بعثرة وتشتت وحزن وأومأ لها بطاعتها ثم صعد لمنزله الخالي من دفء عائلته التي تتسرب من بين يديه وعاجز هو عن إنقاذها. 
_ عاملة ايه يا حور 
استقبلت سؤاله الودي بهزة رأس ونبرة مبحوحة من كثرة البكاء زي ما انت شايف ياتيمور..بحاول استوعب إن فعلا ابراهيم ماټ..واني مش هشوفه تاني ابدا.
ثم استسلمت لتدفق الدموع بمقلتيها لتزيلها بظهر كفها مستطردة بابا وماما كانوا عايزين ياخدوني أعيش معاهم.
انتبه لحديثها فغمغم وقولتي ليهم ايه
_ رفضت اسيب بيتي وبيت ولادي طبعا.
رمقها
بشرود قبل أن يهمس بتساؤل لم يخطط له
مش هتفكري تتجوزي في يوم وتاخدي ولادك بعيد عننا
كأنه لطمھا بسياط قاسې وهي ترمقه تنكار أتجوز أنا يا تيمور اتجوز بعد ابراهيم!
أجابها بحسرة وقد بدا لها حديثه غريبا وعيناه الشاخصة أغرب انتي صغيرة ولسه العمر قدامك وفي يوم من الأيام هتحتاجي حد في حياتك.
سكبت مزيد من استنكارها بنظرة مستاءة وصاحت عمري كان ملك ابراهيم وبس..ودلوقت بقيت حياتي كلها لولادي وبس.
حدجها بذات الشرود ولا يعلم ماذا يفعل هل يطمئن لتصريحها العازف عن الزواج
 

انت في الصفحة 6 من 11 صفحات