رواية مكتمله بقلم مروه البطراوي
سمعته وقالتايه يا بابا
شرف بنفس صلابته
حازم طلب ايدك وانا وافقت.
تضايقت شهيرة من قرارات والدها ...ومن طلب حازم فهو يعلم جيدا انها تحب زين وهو الوحيد الذي يملك قلبها...ركضت الي الحديقه بدموعها واڼهارت عند اقرب مقعد بها ...ذهب خلفها حازم لايضاح الامر لها وليوعدها انه سيكون مخلص لها ويساعدها علي تخطي هذه المحنه...وضع يده علي ظهرها واخذ يمسد عليه بحنان ...نظرت شهيرة لحازم من بين دموعها قائله
ابتسم حازم وقال
طب خليها خطوبه علي الاقل...وانا متاكد ان هيبقي جواز وسريع كمان ...اوعدك مش هتندمي ابدا.
اخفضت راسها قائله
طب مش يمكن انت اللي في يوم من الايام ټندم علي طلبك ده
وضع يده اسفل ذقنها ورفع وجهها وابتسم لاعينها وقال
بالعكس ...الندم الحقيقي هو اني ماخدش الخطوة دي معاكي...انتي حلم عمرى من زمان...اه وعلي فكرة انا من بكرة هفتح شركتي ...وهتكوني معايا المهندسه المشرفه عن المشاريع
في الشركه دخل زين مكتبه وتبعه اسر لمتابعه اعماله المتوقفه علي توقيعه منذ الحاډثه ليجد زين انه ترك مكانه صديق مخلص ...نظر لاسر بامتنان قائلا
تمام...الواحد ياخد اجازة وهو مطمن ان وراه صاحب مخلص زيك.
لا اجازة ايه...انا مش هقبل الا لو كانت اجازة عسل.
تنهد زين قائلا
بس خلاص انا طردت شهيرة وعمي امبارح وقبل ما اطردهم افتكرت كلامك عن خلود وقلتلهم هتجوزها
تهللت اسارير اسر وقال
خلاص يا زين تبقي خلود تكسب.
زفر زين واخرج من جيبه سېجارة ليدخنها حتي يستطيع التفكير في الامر ...مما اثار قلق اسر لان يصرف زين نظر عن الزواج من خلود استطرد قائلا
اطفئ زين سيجارته ومسح علي وجهه قائلا بصوت عالي
انت ايه مش شايف لبسها عامل ازايازاي عايزني اربط اسمي بواحده كل اللي يهمها الفلوس
جائت الي اسر فكرة شيطانيه لاقناع زين
زين متخليش عمك شرف يشمت فيك ويطلع عليك اشاعه انك متجوزتش عشان عندك مانع وهو اللي رفضك مش انت اللي رفضت بنته.
وهيا خلود بقي اللي هتوقف شرف عن الاشاعه
اسر بهدوء
ماشي انا معاك انها مش مناسبه...بس انت ذكرت اسمها قدام عمك ...وهو منتظر جوازك منها...ده غير انك لازم تثبتله انك يوم ما تفكر تشترى بتشترى اللي علي مزاجك مش مجبر.
نظر زين الي اسر بعدم اقتناع ولكنه لم يستطع مقاومه الحاح اسر فقال بتردد
اسر عاوزك تجيبلي باهر خليني اخلص من المشكله دي
ثواني ويكون عندك...وصدقني مش هتندم علي اي حاجه قلتهالك.
دخل باهر الي مكتب زين بقلق ...لا يعلم لماذا استدعاه ...ايعقل انه ارتكب خطأ...ام انه سيحاسبه علي اخطاء حدثت في عهد حازم
القي باهر التحيه علي زين بخفوت وقال
افندم يا زين باشا.
نظر ليه زين وقال
اقعد يا باهر...وبتبات زين المعتاد
ازيك وازاي مراتك.
امال زين راسه للامام ودقق النظر في عيون باهر قائلا
طب وخلود
توتر باهر قائلا
بخير ...صممت امبارح تجيبلك بوكيه الورد بعد ما عرفت انك بتحب زهر البنفسج زيها
قست ملامح زين وقال
يستحسن معدتش تيجي الشركه تاني...لانها
هتبقي مراتي وانا مبحبش مراتي تتنطط في شركتي كل شويه ...حتي لو كان ابوها شغال عندي.
اضطربت نظرات باهر عند سماعه لتلك الكلمات ليقول بفرحه
حاضر يا زين باشا...انت تؤمر...دا يوم المني...دا يوم السعد بالنسبه لنا.
ابتسم زين بسخريه قائلا
بس يا باهر مش المفروض تاخد رايها الاول
باهر ببهجه
اكيد موافقه ...انا هطير وهبلغها الخبر...واكيد هتفرح ...عن اذن حضرتك.
خرج باهر مسرعا الي بيته لكي يزف لهم الخبر ...اخذ زين ينظر الي اسر بعد مغادرة باهر متسائلا بقلق
يا ترى اللي عملته ده صح ولا غلط واخرته ايه
دخل باهر الي منزله مسرورا مناديا علي زوجته ...فهو بحاله مزاجيه جيده...فقد تحقق مراده ...خرجت هاجر من غرفتها مهمومه ...باهر بفرحه
لو تعرفي اللي حصل النهارده يا هاجر ...قلبك هيقف من الفرحه.
كانت تنظر اليه بجمود فاثارت قلقه وهزها قائلا
مالك يا هاجر مين زعلك
رفعت هاجر عينها وقالت بصوت منخفض
مفيش انت جاي فرحان ليه فرحني معاك.
تابع باهر فرحته قائلا
النهارده عيد ياهاجر...زين استدعاني في مكتبه وطلب ايد خلود.
تفاجئت هاجر مما سمعته فانتباها القلق لانها ربطت هذا بعدم رد ياسمين علي اتصالها ...فارتبكت وقالت
لو ده حقيقي يبقا عشان كده ياسمين قفلت السماعه في وشي النهارده.
لم ينتبه باهر لكلامها وردد قائلا
تعرفي اني فرحان اووى يا هاجر ...اخيرا هنرتاح ونقب علي وش الدنيا.
هاجر بنفس شرودها
يعني هو عايز خلود وياسمين مش موافقه
انتبه اليها باهر وقال
اييه...مين قالك انها مش موافقهانتي هتتخيلي اوهام
ردت هاجر بصوت منخفض
طيب ليه النهارده قفلت في وشي السكه
حبيبه بابي.
ابتسمت خلود وقبلت والدها قائله
عيون خلود.
ابتسم باهر وقال
النهارده احلي يوم في حياتنا...زين طلبك للجواز
صدمت خلود وتسمرت بمكانها وتلجلجت مرتبكه
زي...ن طلبني انا للجواز
رد باهر بفرحه
ايوه ياحبيبتي وده احلي طلب لاحلي خلود.
ارتعدت اوصالها من تاكيد والدها للخبر وصړخت قائلا
مستحيل ...انا لا يمكن اوافق.
هنا فاقت هاجر من شرودها وقالت پغضب
انتي اټجننتيانتي متعرفيش اليوم ده انا خططتله ازاي
خلود پغضب
لا ياماما...مستحيل ولو هتغصبوني ههرب وهعملكوا ڤضيحه.
صڤعتها هاجر علي وجهها وقالت
ده انا كنت قتلتك وشربت من دمك ...انتي لسه صغيرة ومتعرفيش مصلحتك ...احنا ادرى بيها.
خلود بدموع
ومصلحتي اني اتجوز معاق.
رفعت هاجر اصبعه الي فمها بتنبيه قائله
اششش ...اخرسي ...اياكي اسمعك تقولي كده...زين مش معاق ...دا حاډث اتعرضله وركب ساق وبقا زيه زينا...بل احسن مننا بفلوسه اللي هتعيشك ملكه...وهتنقذنا من الفقر اللي احنا فيه.
نظرت خلودالي باهر لتستعطفه ...اشاح وجهه الي الجانب الاخر قائلا بجمود
امك عندها حق ...دي الجوازة اللي كان نفسنا فيها من زمان ...احمدي ربنا انه طلبك انتي للجواز انتي بالذات
تركتهم ودخلت غرفتها وهيا تجر اذيال الخيبه...اسرعت باخراج هاتفها من حقيبتها لتتصل بحازم...كان نائما فعلي رنين هاتفه حدق في شاشته وجدها خلود زفر حانقا وقال
يووه مش لسه مكلماني الصبح ...مضطر ارد لاحسن مش هتبطل رن ويمكن يكون عندها اخبار.
رد بصوت ناعس
ايوه يا خلود.
اجابته بصوتها الباكي
الحقني يا حازم هيجوزوني غصبن عني ...لازم تيجي تخطبني.
تنهد حازم قائلااهدي يا خلود ...انا حاليا مقدرش اتقدملك لاني خطبت.
صدمت شهيرة وقالت
خطبت...ازاي وامتي وفين ومين...حازم انا لسه مكلماك الصبح.
حازم باسف
خطبت شهيرة...كل حاجه جت بسرعه...معلش اعذريني.
قالت من بين شهقاتها
اسف! اعذريني! ده اللي ربنا قدرك عليه طب وانا
حازم بنفاذ صبر
انا موعدنكيش بحاجه.
مسحت خلود دموعها بقوة وقالت
طب مش حابب تعرف مين اللي اتقدملي
مط شفتيه وقال
اي ان كان بتمنالك السعاده من كل قلبي ...تصبح علي خير.
ظلت خلود تنظر الي هاتفها بذهول ...الي ان حسمت امرها بالموافقه علي زواجها من زين لټنتقم اشد
الاتنقام من حازم وشهيرة .
استيقظت خلود من نومها بتعب وباجفان متورمه من شده البكاء والذي انتهي باستسلامها التام للقدر مع الخۏف من المستقبل...نهضت من الفراش متجهه الي الخارج لتلحق بوالدها قبل ذهابه الي الشركه...كاد ان يخرج من الشقه نادته قائله
بابا انا موافقه علي الجواز من زين.
شعر باهر بالاطمئنان واغمض عينيه وحمد ربه ثم استطرد قائلا
طيب مش نقول صباح الخير الاول
ردت خلود بحزن
صباح الخير.
خلود انتي مش ديما بتثقي في اختياراتي
قالت باستسلام
ايوه يا بابا.
باهر بفرحيعني يا خلود اقتنعتي بكلامنا امبارح
ابتسمت ابتسامه باهته وقالت
اقتنعت ...بس ياريت يا بابا لو جيت في يوم ومرتحتش وعايزة اطلق توافق.
ربت باهر علي كتفها ومسح علي شعرها وقال
وانا اوعدك يا قلب بابا انك هتكوني قويه بيا ديما.
ذهب باهر الي الشركه وزف خبر موافقه خلود لزين الذي لم يستغرب موافقتها لانه بعلم انها انسانه جشعه مثل والديها...تصنع زين الفرح ...واتفقوا علي ترتيبات الزفاف علي ان يتم بعد اسبوع من الاتفاق ...وبعث لهم كبير الصاغه الي المنزل لتنتقي مجواهرتها وهذا الشئ احزنها كثيرا ...كان تتمني ان تقابله ولو لمرة قبل الزفاف علي الرغم من كرهها الشديد له وان زواجها منه زواج قائم علي المصلحه ...لكن رفض زين الالتقاء بها لان مثل الاشياء ليست مهمه بالنسبه لها
بعد مرور اسبوع...تجلس خلود في جناح العروس المخصص لها في فندق من اكبر الفنادق تفرك ايديها بتوتر وقلق مما هي مقبله عليه...تتذكر المرتين التي قابلت زين فيهم ونظراته المستميته لها وتتعجب لما رفض مقابلتها في الاسبوع الماضي ولو حتي مرة واحده قبل الزفاف ...الذي زاد من ڠضبها امره لابيها ان تنزل من علي درج الفندق لاستقباله بمفردها بدون ان تتباطا ذراع والدها مثل اي عروس ...افاقت من شرودها علي دخول والدتها للجناح ...انبهرت والدتها بها فقد كانت ترتدي فستان من اجمل فساتين العالم علي الرغم من استياءها لاحتشامه فقد كان ذو اكمام طويله ورقبه تغطي عنقها بالكامل وظهر مغطي تماما وليس به اي فتحات ..اخبرتها والدتها ان زين ينتظر في القاعه وعليها الاسراع بالهبوط حتي لا يتذمر من تاخيرها...خرجت خلود من الجناح وتوجهت الي الدرج ولم تظهر عليها اي ملامح للفرحه كعروس ...هبطت الدرج تحمل فستانها حتي لا تتعثر به وتمسكت بالثوب جيدا وتمتمت بكلمات لعينه تخص بها زين .
طبعا كلكم معزومين ومش عارفين مين العروسه...لاني تعمدت مكتبش اسمها في الدعوة...عشان اعرفكم عليها بنفسي.
تعالت الهمهمات بين المدعوين شغفا منهم لمعرفه هويه العروس ...اما عن حاله خلود كانت مذهوله من حديثه ...افاقت من شرودها عندما قال
عروستي تبقي خلود الجويلي...بنت السيد باهر اللي بيشتغل عندي ووالدتها الست هاجر بتشتغل مساعده لامي في الجمعيات الخيريه ...شفتوا بقا انا راجل متواضع ازاي ...مش متكبر زى ما بتتكلموا عني.
ظهرت معالم الاستياء علي وجه ياسمين فحديثه بمثابه ڤضيحه امام صديقاتها...اما عن خليفه فشعر بالحزن علي اسلوب زين
...اما نهي فشعرت بالاسف علي خلود فهي امراءة مثلها ترى ان اسلوب زين محرج وقاسې.
صدمت خلود من حديثه عنها واحست بالاختناق خاصه مع فستانها الثقيل ونظرات المدعوين لها...اشار زين لمتعهد الدي جي ليبدا الحفل وقال للمدعوين لاسكاتهم
ليه عملت كدهقاصدك ايه من ده كلهليه مكتبتش اسمي في دعوة الفرح
ابتسم زين بسخريه ونظر الي عينها نظرة ثاقبه وقال
هو ده كل اللي يهمكان اسمك مش مكتوبطب وبالنسبه لما طلبت ايدك في مكتبيوشبكتك اللي جاتلك من غير ماتختاريهاوفستان فرحكنزلتك من علي السلم من غير ابوك زى اي عروسه دول مش يهموكي...ازاد قوله بقسۏة
لو كنتي اعترضتي علي كل ده صدقيني كنت هحترمك ومكنتش هفكر اعمل معاكي اي حركه تقلل من قيمتك....اقترب منها اكثر وقال
تمام يا حلوة
قبل جبينها مرة اخرى وهمس قائلا
اللي يقوله زين السرجاني...مفيش مخلوق يحاسبه عليه.
انتهت الرقصه وسحبها ليجلس سويا لاستقبال التهاني ...وفجاه ساد الصمت ليعلن عن دلوف شهيرة وهيا تتأبط ذراع حازم...صدم حازم عندما علم ان العروس هيا خلود وتذكر